القائمة الرئيسية

الصفحات

كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية

كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية

 والتطبيقية بين التطوير والتنمية الشاملة

بقلم: نايف محمد محمود

كاتب وأكاديمي


يزخر قطاع غزة بالعديد من مؤسسات التعليم العالي والكليات المتوسطة التي ساهمت في توفير التعليم العالي لأبناء شعبنا في قطاع غزة خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، ومنع سلطات الاحتلال من التحاق طلبة القطاع بالجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأدت الأحداث المتسارعة التي شهدتها العديد من الدول العربية خاصة المجاورة منها دون التحاق أبنائنا الطلبة بالجامعات الشقيقة في هذه الدول، مما ضاعف الأعباء الملقاة على مؤسساتنا التعليمية بما في ذلك الجامعات والكليات المتوسطة.

وتزايدت المنافسة بين الجامعات والكليات التعليمية في قطاع غزة لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة للإلتحاق بمقاعدها، من خلال تقديم المزيد من التسهيلات للطلبة أو افتتاح أقسام جديدة تلبي الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلي والأسواق العربية المجاورة.

وتحرص العديد من المؤسسات التعليمية في بلادنا على تطوير إمكانياتها  خاصة في المجالات العلمية والتقنية سيما بعد أن أصبحت التطورات العلمية والتقنية المتسارعة هي القوة الدافعة الرئيسية لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمولد الأساس لفرص العمل في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وتحسين مستوى معيشة الإنسان كما أنها أصبحت واحدة من المقومات الرئيسية للدفاع والأمن الوطني الشامل.

وقد استطاعت العديد من مؤسسات التعليم العالي في بلادنا أن تحافظ على موقعها على الخريطة التعليمية في بلادنا من خلال افتتاح تخصصات جديدة وزيادة إنفتاحها على المجتمع المحلي، ولعل كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية في مدينة غزة غير بعيدة عن ذلك، فبالرغم من سنوات عمرها المحدودة التي لم تتجاوز السنوات العشر إلا أنها استطاعت أن تضع خططاً تطويرية وبرامج طموحة للتنمية التعليمية الشاملة في الكلية، كان من أهم معالمها تنمية الموارد البشرية، وإقامة التجهيزات الأساسية، وتوفير الخدمات المتطورة  للطلبة، وإرساء قاعدة متينة للبحث العلمي الجاد.

وحققت الكلية نهضة رائدة في المجالين العلمي والأكاديمي هيأت لها الوسائل والإمكانات اللازمة للحاق بركب التقدم العلمي والتقني المنشود مما جعلها في مصاف مؤسسات التعليم العالي الأولى في بلادنا.

ولما كانت النظم المعلوماتية التي تعتمد أساسا على الحاسبات بكافة تجهيزاتها البرمجية والآلية، ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية ، فقد ركزت  الكلية في خططها للنهوض بالعملية التعليمية على التخصصات الحديثة التي تعتمد على الحاسوب بدرجة كبيرة فمن تكنولوجيا الحاسوب الى الإدارة الإلكترونية الى إدارة وأتمتة المكاتب، وذلك جنباً الى جنب مع السياحة والسفر وإدارة الأعمال والمحاسبة.

ولما كانت عملية التنمية عملية مستمرة، فإن دور أية مؤسسة تعليمية هو مواكبة ما يحقق الخطط التنموية بكل ما تتضمنه من أهداف عامة وسياسات إستراتيجية تعمل على اللحاق بالتطور العالمي الهائل في شتى الميدان وهذا ما فعلته إدارة كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية التي تعبر بحق خلية نحل بكل ما تحمل الكلمة من معاني ودلالات، فقد عمدت إدارة الكلية وبعد دراسة متأنية لحاجة السوق المحلي الى التوجه لافتتاح تخصصات جديدة حيث تمكنت بداية من الحصول على اعتماد تخصص إدارة الفنادق من الجهات المختصة في بلادنا.

والحقيقة أن هذا التخصص يعتبر من التخصصات النادرة في بلادنا، كما أن هناك حاجة متزايدة الى وجود طاقم متخصص قادر على التعامل مع الزيادة الملحوظة في القطاع السياحي، وتأهيل الكوادر الموجودة التي سوف تساهم في تلبية احتياجات هذا القطاع، وبما يسهم بفعالية في الإرتقاء به، وبما يلبي أيضا احتياجات سوق العمل في قطاعيه الحكومي والخاص الذي ما زال يعاني من ندرة في الكوادر والكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.

إن هذه الكلية التي تأسست مع مطلع القرن الحالي قبل أكثر من عقد من الزمان نذرت نفسها ومنذ ذلك الحين لتواكب مسيرة التميز والتقدم في المعرفة خطوة فخطوة، تحقيقا للرؤية الفلسطينية الوطنية بأن تكون مؤسسة تعليمية مجتمعية وشاملة، فقد وضعت بين أيدي طلبتها خيارات متعددة من البرامج الأكاديمية التي تخدم المجتمع المحلي.

وتستعين الكلية لتحقيق ذلك بكادر مؤهل ومتميز ليكون على قدر طموحها وتطلعاتها في التميز، فضلا عن المستشارين والخبراء في شتى المجالات، حيث يقف على رأسهم جميعاً مجلس الأمناء الذي يضم نخبة من المتخصصين، ومجلس الكلية الذي يقوده الأستاذ خضر أبو شعبان عميد الكلية ونائبه الدكتور ناصر أبو العون، وهم على قدر الحمل والمسؤولية المنوطة بهم في نقل المعارف، وتقديم التعليم الخاضع لمقاييس الجودة لطلبة الكلية لما يتمتعون به من عقلية نقدية ونظر ثاقب، مكنهم بالقدرة على استشراف المستقبل ورصد توقعاته، ورسم الخطط المستقبلية المناسبة.

على صعيد آخر تدأب كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية على تطوير برامجها، حيث وضعت الخطط لافتتاح تخصصات جديدة في مجالات الإعلام والتربية ومجالات مهنية متخصصة، وذلك بالطبع بعد إعتمادها من الجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم العالي في بلادنا.

وتتنوع في الكلية أساليب التدريس وطرائقه، فمن المحاضرات الأكاديمية التقليدية، إلى الاستعانة بالوسائل التعليمية المتحررة القائمة على الحوار واستثارة الفضول للبحث وإطلاق التفكير الحر الخلاق، إلى جانب الاستعانة بتقنيات التدريس متعددة الوسائط والمواد التعليمية المحوسبة من أجل دعم المنهجيات والوسائل التقليدية. والعمل الميداني والتدريب العملي والبحث التطبيقي هي من العناصر الأساسية المعتمدة لمعظم البرامج التي تقدمها الكلية.

ولا يتوقف سعي كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية للوصول إلى أعلى مراتب التميز، فهي تحاول تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة والاستعانة بأحدث التقنيات المعلوماتية في برامجها واستراتيجياتها.

فالتحية كل التحية لمؤسسات التعليم العالي المتميزة في بلادنا وفي مقدمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية التي نتمنى لها مزيدا من النجاح والتطور والإزدهار.

تعليقات